أين أنا؟..
لا زلت أعيش بسنة الثالثة إبتدائي ، السنة الوحيدة التي أخذت فيها محفظة من المدرسة وكانت هذه المرة استثناء
عن كل سنة لأنه بالعادة يعطون مثل هذه الأمور المحفظة والأقلام والأدوات المدرسية بشكل عام للتلاميذ
المحتاجين والذين آباءهم إما عاطلين عن العمل أو يشتغلون في البناء أو جمع النفايات وهكذا ،أما الموظفين
الحكوميين فلا يستفيدون أبناءهم من هذه المساعدات مثل ما هو عليه الحال مع أبي ..
طبعا كنت تواقة لهذه المحفظة ، ليس لأني أحتاجها ،ولكن كنت أرى بعقلي الصغير أنها مثل الهدية أوالجائزة
وكنت أستغرب وربما أحزن قليلا وكأنه تم تهميشي -لماذا لا تقدّم لي هديّة مثلهم؟؟-..
واليوم وبسنة الثالثة جامعي ..مع مرور كل هذه السنين..-ولأذكر الحياة الدراسية فقط -، لكنت تمنيت أن تكون
عبارة عن إمتلاك محفظة والانشغال بها كما هو الحال بي عندما كنت بسنتي الثالثة إبتدائي، لكن على ما يبدو
عليه الحال أنه تغيرت محفظتي ..ولم تتغيرهي فقط ،غيرت عقلي وزادت مسؤوليتي ..وها أنا بسنة التخرج ..
ليست هناك تعليقات: