السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله وعلى آله
وصحبه ومن والاه ..وبعد
نتطرق في موضوعنا اليوم إلى قبسات من كتاب "أبو الطيّب المتنبّي (دراسة في التاريخ الأدبي)" للمستشرق د.ريجيس بلاشير وترجمة الدكتور إبراهيم الكيلاني
كلمة المترجم:
لنرى الكتاب من وجهة نظر المترجم وماذا قال عن المؤلف ريجيس بلاشير ودراسته للشاعر أبو الطيّب المتنبّي
وأسلوبه في إنتقاد هذا الشاعر وإختلافه عن باقي الشرقيين الذين درسوا حياة المتنبّي وشعره حيث وصف المترجم إبراهيم الكيلاني هذه الدّراسة بالموضوعيّة و عدّد عدّة مزايا لها ومنها:
التقيّد بالمنهج التاريخي الدّقيق ؛ وتسلسل الأحداث التاريخيّة مع سيرة الشاعر وتفاعلهما الحتمي للوصول إلى الحقيقة وقال:" هذا ما لم يفطن له جميع من درسوا المتنبّي من الشرقيين"
كما أضاف بأنّ نقد المؤلف ريجيس بلاشير لسلوك أبي الطيّب المتنبّي وتناقضاته كان نقدا موضوعيًّا.
مقدمة المؤلف:
شبه المؤلف ريجيس بلاشير حال الإسلام بالشرق ببعض وجوه وأحوال النصرانية بالغرب وذلك في العهد ذاته بداية القرن العاشر ميلادي و الرابع هجري فكما كان عليه الحال من حروب داخلية تجتاح جرمانية وكان شارل البسيط في فرنسا و برانجيه في إيطاليا يحاولان عبثا تأليف الوحدة الكارولنجية؛كانت الخلافة في بغداد أيضا تسير نحو التفكك التام والنهائي في حين أن الخليفتان المعتضد والمكتفي في السنين الأخيرة قد حالا لفترة قصيرة دون انحطاط المملكة وذلك من خلال قضائهم على الثورات الداخلية
وضما إلى المملكة ولايات أصبحت مستقلة إضافة إلى كبحهم مطامع الموظفين الفرس معتمدين على الجنود الأتراك غير النظاميين
ولنتطرق بصورة شاملة إلى فصول وأقسام هذه الدراسة حول الشاعر أبو الطيب المتنبي
احتوى الكتاب على قسمين ؛قسم أوّل يحتوي إحدى عشرة فصلا ؛وقسما ثانيّا يحتوي خمس فصول
حمل القسم الأول عنوان "سيرة أبي الطيب المتنبي وشعره"
وبالتدريج نذكر الفصول المندرجة تحت هذا القسم
الفصل الأول: طفولة المتنبي ونشأته في وسط الكوفة
الفصل الثاني: محاولات شعرية في بغداد والشام
الفصل الثالث: فتنة في الشام
الفصل الرابع:أبو الطيّب المتنبّي مداح البرجوازيين وصغار أمراء الشّام
الفصل الخامس:أبو الطيّب المتنبّي وبدر الخرشني
الفصل السادس: المتنبي في أوساط الاخديشيين في الشّام
الفصل السابع: المتنبّي ووسط الحمدانيين الأدبي في حلب
الفصل الثامن : المتنبي شاعر الحمدانيين في حلب
الفصل التاسع : المتنبّي في مصر
الفصل العاشر : عودة المتنبي وإقامته في العراق
الفصل الحادي عشر: المتنبّي في فارس .موته
وحمل القسم الثاني عنوان " ديوان المتنبّي في العالم العربي وعند المستشرقين "
وجاء في الفصل الأول:ديوان المتنبّي في الأوساط العربية في العراق وبلاد ما بين النهرين وفارس وماوراء النهر في العصر الوسيط
الفصل الثاني: ديوان المتنبّي في أوساط مصر والشام في العصر الوسيط
الفصل الثالث: المتنبّي في المغرب العربي
الفصل الرابع: ديوان المتنبّي والعالم العربي الحديث
الفصل الخامس: المتنبّي والمستشرقون
تحدّث المؤلف عن دراسته للشعر في تلك الحقبة وخرج بخلاصة حول الأدب الشعري آنذاك حيث يقول : خلاصة القول :إنّ الأدب الشعري في أوائل القرن الرابع هجري و العاشر ميلادي يظهر توقفا كاملا تقريبا في نمو الأنواع الشعرية وحياءا معطّلا للبحث في أطر جديدة ؛واستحالة كلية في تجديد المضمون والموضوعات ؛ونزعة عامّة إلى قصر مشاركة كل فنان على الأسلوب الشعري وأكمل :وليس من يعجب من عجز الشعر العربي الفصيح عن الثبات تجاه مثل تلك المعالجة ؛فقد كانت حيويته في القوة وكانت التقاليد من المنعة بحيث أنه لم ينحط الشعر المذكور انحطاط تاما إلّا في نهاية العصر التالي ؛واستطاع بعض الشعراء الفحول إشهاره محققين بذلك أعجوبة إسماع الناس نغمات ذاتية وسط مجموع غامض رتيب أحدثته أصوات منافسين هم أقل موهبة منهم ..إن حياة أحد هؤلاء الشعراء وأثره ؛يشكلان غرض هذه الدّراسة *(أبو الطيّب المتنبّي)*
وبالتطرق إلى أنّ أنواع الشعر طوال عهد ماقبل الهجرة كانت:شعر الحماسة والمديح والهجاء والحكم والغزل والخمريات والوصف ؛فهذا ماكان معروف عند العرب وقد كانوا ينظمون بعضها دون حماسة كالشعر الحكمي والآخر بحمية كالمديح والهجاء؛ولكن لم يقابلها قط أطر ذات مرونة كافية ومتعددة لكي تتيح للشاعر التعبير دون ارتباك عن جميع أنواع عواطفه.ممّا أجاز المؤلف تأكيد آثار الجاهلية قبل الهجرة وآثار الإسلامية بعد الهجرة
بأن العرب لم يتعلموا سوى ثلاث أطر: الهجاء والمديح والرثاء.
الهجاء: يتكون من رشقة وموضوع هجائي
المديح: يتكون من ثلاث موضوعات وهي مطلع غزلي أو غنائي (النّسيب)؛قصة رحلات الشاعر عبر الصحراء إضافة إلى وصف الناقة وأخيرا المديح المنشود
الرثاء: وبه النطوق الحِكمية عن الحياة والموت والمصير كذلك مدح الميت يمازجه عزاء موجه لأسرته.
• وكان تطور الشعر العربي أن يتم بصورة طبيعية بحسب نهجين:
الأول: عناية ببعض الأنواع الشعرية المهجورة وتجديد شباب بعضها الآخر.
الثاني: خلق أطر جديدة وذلك بعزل الموضوعات غير المتجانسة في المديح والرثاء.
• كانت معركة القدامى والمحدثين طويلة وعنيفة بين الأمويين وأوائل زمن العباسيين مع ظهور أطر جديدة: الخمريات والغزل والشعر الفلسفي والصوفي منفصلة عن الأطر الثلاثة فيديو الشعر البدوي.
• ظهرت مدرسة يمثلها الشعراء العراقيون علماء البصرة والكوفة (بشار بن برد وأبو العتاهية وأبو نواس )؛قائلين : {الكمال كائن في الشعر الجاهلي والإسلامي}
كما كان هناك أطر جديدة إضافة إلى الشعر الوصفي الذي تكيّف مع المحيط.
• وكان بالإمكان في بداية القرن 3 هجري /9ميلادي أن تقتنع أنّ الشعر العربي باتباعه تطورا منطقيّا كان على وشك تبني أطر جديدة لأنواع شعرية وصلت إلى مرحلة التفتح إلاّ أنّ تلك الآمال لم تتحقق.
• وقد دامت المصالحة والتّسوية بين القديم والمدرسة الجديدة طوال النصف الأول من القرن 3هجري/9ميلادي ؛أمّا في النصف الثاني شاهدنا هجوما مضادّا للشعر التقليدي في الفقه وعلم الإلهيات فمثّل أبو تمام ومريدة البحتري النزعة الجديدة ؛وجمدت الأطر الحديثة بدورها وتلك كانت بوادر عهد الكلاسيكية الجديدة في النصف الثاني من القرن 3هجري/9ميلادي.
كانت هذه قبسات من الدراسة وخاصة عن الشعر آنذاك أما سيرة الشاعر وشعره فيمكنكم أن تجدونها في قسم شعر و شعراء أو قريبا ستجدونها عليكم بزيارة القسم لرؤية ما يحويه من سير للشعراء وأشعارهم وشكرا على القراءة أتمنى أنكم حظيتم بمطالعة ممتعة.
ليست هناك تعليقات: