الأربعاء، 6 سبتمبر 2023

اليوم أعيشك واقعا لطالما حلمت به...

اليوم أعيشك واقعا لطالما حلمت به... 


 هنا انتظر كل أحلامه ..أعادها على نفسه مرارا وتكرارا ..هنا انتظر قدومها وكرّر رغبته بتحقيقها ..هنا حدّث نفسه عن ذاته المستقبلية ..

ورأى نفسه بعين الحلم الذي كسر كل الحواجز وحايد كل العقبات وأطلق العنان لتفكيره وأحلامه

هناك فقط عندما اِشتدّت رغبته وعاش ما أراده حلما أبى إلّا أن يعيشه واقعا ..وهناك يكون الانتصار..



      أنت 'هنا ' ..أنا ' هنا ' وأنتم 'هنا ' في محطة الانتظار 'هنا'..

قد صففنا كل أحلامنا العام الحالي والعام والماضي وربما أعواما مضت ..صففناها ونحاول تنقيحها وترتيبها الأهم فالمهم كما قرأنا في مقال ما أو سمعناه من ناشط اجتماعي أو من مدرّب تنميّة بشريّة أيّا يكن وهذا ما يميّز محطة الانتظار 'هنا' نسمع من الكثير ونقلد الكثير في سبيل الوصول إلى تذكرة عبور ولو إلى المحطة التالية فقط ..فنجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة ولا ندري ما السبب ونعتقد أنّنا لم ننفذ التعليمات بطريقة صحيحة وتمرّ السنة ونعود لننفذ  التعليمات نفسها ألمّا نكتفي ..لا لن نكتفي فنحن داخل محطّة الانتظار 'هنا'..

  هنا نظل نكتب أحلامنا وطموحاتنا وأهدافنا وربما نزيّنها ونلصقها على الجدار ولا ننفك ننظر إليها صباحا مساء هذا ما سمعناه (تذكّر أهدافك كل يوم وليلة ) و لأننا 'هنا' فنحن نعيدها على أنفسنا مرارا وتكرارا..


نتحرك قليلا ونمضي قدما وإذ شعرنا بالتعب ارتحنا عند أول كرسي وجدناه على طرف الطريق ..

المكان يعمّ بالضجيج والحركة في كل مكان ..الكل يركض نحو غاية ما ، ونحن مرة أخرى ننغلق على أنفسنا نحن 'هنا' فجأة سكنت

 الأصوات ابتعدت بما فيه الكفاية لتتركنا مع تخيلاتنا وأفكارنا ونحن 'هنا' 

نرى أنفسنا بعين الحلم الذي كسر كل الحواجز ..

نحن ناجحين محققين لأهدافنا نحن في القمة الكل يهتم لأمرنا الكل يتحدث عن إنجازاتنا نسمع أصواتهم وهتافاتهم ولكن من بعيد بعيدٍ جدا ..

نشعر بالإمتنان لهذا الحلم والخيال الذي يجعلنا نعيش نشوة النجاح وتحقيق الذات و استحقاق التقدير ..

وكأننا أثبتنا أنفسنا عادة لأناس نهتم لأمرهم أو بالأحرى نهتم لنظرتهم وتقديرهم لنا  وكلامهم الإيجابي في حقنا وغالبا ما نكون في غنى عن إثبات ذلك لذواتنا ، ومع مواجهة هذه الحقيقة تنتابنا لحظة إدراك وإذ بالأصوات تعلو شيئا فشيئا ويعود الازدحام وتنتهي مسيرة الأفكار وقد فوتنا رحلة مهمة من رحلاتنا عبر محطة الانتظار 'هنا'..

نعود مع خيبتنا ولكن نحاول التظاهر بأننا لم نفوّت شيئا ولم تضيع منا رحلة ربما كانت لتقودنا للمحطة التالية ..


حقيقة هذه المحطة ليست بذلك السوء فهي مرحلة لابد منها كل ما نطمح له يأتينا بعد انتظار وتطلّع وشوق كبير بل بالعكس تزداد حلاوته ورونقه كلما طال انتظاره  فمشاق الطريق والرحلة أحيانا أهم من الوصول إلى الوجهة.

التركيز على ما نريد تحقيقه والتوكل على الله عز وجل وانتباهنا لكل فرصة وكل تذكرة عبور وكل محاولة ومحاولة ثانية وثالثة بطريقة مختلفة كل مرة والمواصلة من حيث توقفنا  ،  مراجعة كل الاحتمالات والعمل وإن كان قليلا فمتواصلا ..وإن كان كثيرا فمتقنا .. فإن انتظرنا يوما في اليوم التالي واصلنا المسير ، هذا ما يميّز رحلتنا عبر محطة الانتظار 'هنا' فلا تكن حالما بدوام كامل ، أن تكون عاملا خير بكثير وهناك قد حققت الانتصار ..


بعد رحلة طويلة تخللها العمل و الاجتهاد والراحة كذلك من حين لآخر ومعاينة ما قد اجتزناه ، أن تتوقف في منتصف الطريق وتنظر لما قد حققت وتجاوزت من عقبات لا ضير فيه أبدا فهو يعطيك الكثير من الثقة بالنفس ستحتاجها لاحقا.

      وعندما نصل إلى محطة الانتصار 'هناك' يحق لنا أن نقول( اليوم أعيشك واقعًا لطالما حلمت به )



ليست هناك تعليقات: