{النّبي أيّوب عليه السّلام ، كان يملك من الخير الكثير ، كان عليه السّلام له من الأنعام والأراضي والأموال الكم الوفير، وكان أبًا لبنين كُثر ..}

شاء الله أن يبتليه في صحّته ليكون ذلك اختبارا لنبيّ الله أيوب عليه السّلام، وقد أصيب بمرض جلدي لم يكن هناك القدرة على تمييزه وبالتّالي لم يكن هناك الإمكانيّة لعلاجه ، وفي هذه الظروف تركه من حوله ولم يبقى بجانبه سوى زوجته ترعاه وتعتني به ،وتخدم عند النّاس لتوفر وتلبي حاجيّاتها وزوجها أيّوب عليه السّلام.
نزل البلاء على أيّوب عليه السّلام وقد استمر به ثلاثة عشر سنة وفي رواية أخرى فقد نزل به المرض ثمانية عشر سنة ،ولكن نبيّ الله أيّوب عليه السّلام صبر واحتسب الثّواب و الأجر عند الله عزّوجل .
بعد أن اشتدّ به المرض وعصف به ثمانيّة عشر سنة وساءه أن تخدم زوجته عند النّاس لترعاه ، دعا أيّوب عليه السّلام الله عزّوجل أن يرفع عنه البلاء فاستجاب الله لدعاءه وقد جاء ذلك في سورة الأنبياء في قوله تعالى :(وأيّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ {83})
وكان ذلك أن أمره أن يضرب برجله على الأرض ،وفي المرة الأولى انفجرت عين من الأرض فأمره أن يغتسل منها ،فأذهب عنه مرضه الظاهر ..
وضرب ثانية وأمره أن يشرب من العين المنفجرة فذهب عنه مرضه الباطن ..
* عندما صبر أيّوب عليه السّلام نال الأجر والثّواب والثّناء من الله عزّوجل.
* الصّبر يجعلك تشكر الله في الشدّة والبلاء والصّحة والرّخاء.
* الدّعاء إلى الله عزّوجل والإخلاص في ذلك مع الأخذ بالأسباب سبيل للوصول إلى النّجاح والخير.
* قال أيّوب في دعاءه ’أَنِّي مَسَّنِي الضُّر‘ وذلك بعد ثمانية عشر سنة من المرض ..لم يقل سوى أنّه مسّه الضر والذي لم يكن له علاج وشفاؤه كان معجزة إلاهيّة ..’ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين‘.
{ علينا الصّبر والأخذ بالأسباب والدّعاء الصّادق والمخلص والمتأدَّب أي بدون محاسبة لقضاء الله وقدره كأن يقول المرء ’إلهي لماذا أنا وأنا المشاكل دائما تبحث عنّي وتجدني ‘ وهذا للأسف ما يقع به الكثير من النّاس ، فلنأخذ عبرة من صبر أيّوب عليه السّلام..
**
ولا عجب أن نجد بعض النّاس إذا طفح به الكيل قال :’يا صبر أيّوب‘..فيا للجمال بتمنِّ صفة هذا النّبي القدوة في الصّبرأيّوب عليه السّلام}.
ليست هناك تعليقات: