[ أتلتمس السّباب بنو نمير** فقد وأبيهم لاقوا سبابا]:
يقول جرير متوعّدا بني نمير، في قصيدته التي أسماها ’الدّامغة‘ لأنها أسكتت عدوه ، ردّا على الشاعر عبيد الرّاعي وقد كان مناصرا للفرزدق وأساء هو وابنه لجرير
فجاءت هذه القصيدة من جرير على مسمع من عبيد الرّاعي وابنه والفرزدق وتجمع كبير بعد هذه القصيدة صارت بنو نمير ينسبون أنفسهم إلى جدّهم
’عامر‘ لما لحقهم من تبعات قصيدة جرير،حيث أنّه لم يترك حتّى نسوتهم ولقد لحقهن نصيب من الهجاء ،يقول جرير:
[وقد جلت نساء بني نمير** وماعرفت أناملها الخضاب]،كما ذكرهم في موضع آخر في القصيدة.
وقد استخف بعقولهم فيقول:
[ولو وزنت حلوم بني نمير** على الميزان ما وزنت ذبابا]
كذلك أمرهم أن يتواروا عن الأعين فلا يمكنهم أن ينافسوا نسبه حيث قال :
[ فغضّ الطرف إنك من نمير** فلا كعبا بلغت ولا كلابا]،وقد صُنّف هذا البيت كأهجى بيت عند العرب .
كذا جاء بها أفخر بيت عند العرب ، حيث يفتخر جرير ببني تميم حيث ينتمي وينتسب فيقول :
[فإذا غضبت عليك بنو تميم ** حسبت النّاس كلّهم غضابا]
وفي ما يلي القصيدة التي سمّيت بـ ’الدّامغة‘ كاملة :
أَقِـلّي اللَـومَ عـاذِلَ وَالعِتــــابـا ** وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَـد أَصابـا
أَجَـدِّكَ مـا تَــــذَكَّـرُ أَهـلَ نَجـدٍ ** وَحَيّاً طالَ ما اِنتَظَروا الإِيابـا
بَلى فَاِرفَضَّ دَمعُكَ غَـيرَ نَـزر** كَما عَيَّنتَ بِالسَـرَبِ الطِـــبابـا
وَهــاجَ البَـرقُ لَيلَـةَ أَذرِعـاتٍ ** هَوىً ما تَستَـــطيعُ لَــهُ طِـلابَا
فَقُلتُ بِحاجَةٍ وَطَوَيـتُ أُخـرى ** فَهـاجَ عَلَـيَّ بَينَهُمـا اِكتِـــــئابـا
وَوَجـدٍ قَـد طَـوَيـتُ يَكـادُ مِنـهُ ** ضَميرُ القَلبِ يَلتَهِــــبُ اِلتِهابـا
سَـأَلـناهـا الشِفـاءَ فَـمـا شَـفَتنـا ** وَمَنَّتنـا المَواعِــــــدَ وَالخِـلابـا
لَشَــتّـانَ المُجـاوِرُ دَيـرَ أَروى ** وَمَن سَكَنَ السَلــيلَـةَ وَالجِنابــا
أَسيلَةُ مَعـقِـدِ السِمــطَيـنِ مِنهـا ** وَرَيّـا حَيـثُ تَعــــتَقِـدُ الحِقابــا
وَلا تَمشي اللِئـامُ لَـهـا بِـــسِـرٍّ ** وَلا تُهـدي لِجـــارَتِهـا السِبابــا
أَباحَت أُمُّ حَـزرَةَ مِـن فُـؤادي ** شِعــابَ الحُـبِّ إِنَّ لَـهُ شِعـــابـا
مَتى أُذكَر بِــخورِ بَنـي عِقـالٍ ** تَبَــيَّنَ فـي وُجوهِهِـمِ اِكتِــئابــا
إِذا لاقـى بَـنـو وَقبـانَ غَـــمّـاً ** شَدَدتُ عَلى أُنـوفِــهِـمِ العِصابـا
أَبى لي ما مَضى لي في تَميـمٍ ** وَفي فَرعَي خُزَيمَـةَ أَن أُعابـا
سَتَعـــلَمُ مَن يَصيـرُ أَبـوهُ قَينـاً ** وَمَن عُرِفَت قَصائِـدُهُ اِجتِلابـا
أَثَعــلَبَـةَ الفَـوارِسِ أَو رِيــاحـاً ** عَدَلتَ بِهِـم طُهَيَّـةَ وَالخِشـــابـا
كَأَنَّ بَــني طُهَيَّةَ رَهـطَ سَلمـى ** حِجارَةُ خـارِئٍ يَرمـي كِلابـــا
فَـلا وَأَبـيـكَ مـا لاقَيـتُ حَـــيّـاً ** كَيَربـوعٍ إِذا رَفَعـوا العُـقـابـــا
وَما وَجَدَ المُلـوكُ أَعَـزَّ مِــــنّـا ** وَأَسرَعَ مِن فَوارِسِنـا اِستِلابـا
وَنَحــنُ الحاكِمونَ عَلـى قُـلاخٍ ** كَفَينا ذا الجَريـرَةِ وَالمُصابـــا
حَمَينا يَـومَ ذي نَجَـبٍ حِـــمانـا ** وَأَحرَزنـا الصَنائِـعَ وَالنِهــابـا
لَنا تَحـتَ المَحامِـلِ سابِـــغـاتٌ ** كَـنَسجِ الريـحِ تَـطـرِدُ الحَـبابـا
وَذي تـــاجٍ لَـهُ خَـرَزاتُ مُلـكٍ ** سَلَبنـاهُ السُـرادِقَ وَالحِـــجـابَ
أَلا قَـبَـحَ الإِلَـهُ بَــــــنـي عِقـالٍ ** وَزادَهُـمُ بِـغَـدرِهِـمِ اِرتِـــيـابـا
أَجـيرانَ الزُبَــيرِ بَرِئـتُ مِنكُـم ** فَأَلقـوا السَيفَ وَاِتَّخِذوا العِيابـا
لَقَد غَــــرَّ القُيـونُ دَمـاً كَريمـاً ** وَرَحلاً ضاعَ فَاِنتُهِـبَ اِنـتِهابـا
وَقَد قَعِـسَت ظُهورُهُـمُ بِــخَيـلٍ ** تُجـاذِبُهُـم أَعِـنَّـتَـهـا جِـذابــــــا
عَلامَ تَقاعَسـونَ وَقَـد دَعـــاكُـم ** أَهانَكُـــمُ الَّـذي وَضَـعَ الكِتابـا
تَعَـــشّوا مِـن خَزيرِهِـمُ فَنامـوا ** وَلَـم تَهجَـع قَرائِــــبُـهُ اِنتِحابـا
أَتَـنسَونَ الزُبَيرَ وَرَهطَ عَـوفٍ ** وَجِعـــثِنَ بَعـدَ أَعيَـنَ وَالرَبابـا
وَخورُ مُجاشِعٍ تَــرَكـوا لَقيطـاً ** وَقالوا حِنوَ عَـــينِـكَ وَالغُـرابَ
وَأَضبُعُ ذي مَعارِكَ قَد عَلِمتُـم ** لَـــقينَ بِجَنبِـهِ العَجَـبَ العُجابـا
وَلا وَأَبيـكَ مـا لَهُـم عُـــــقـولٌ ** وَلا وُجِدَت مَكاسِرُهُـم صِلابـا
وَلَيلَةَ رَحرَحانِ تَرَكـتَ شــيبـاً ** وَشُعـــثـاً فـي بُيــوتِكُـمُ سِغابـا
رَضِعتُم ثُمَّ سالَ عَــلـى لِحاكُـم ** ثُعالَةَ حَيثُ لَــم تَجِـدوا شَرابـا
تَرَكتُم بِالوَقيـطِ عُـــضارِطـاتٍ ** تُرَدِّفُ عِنـدَ رِحلَــتِهـا الرِكابـا
لَقَد خَزِيَ الفَرَزدَقُ فـي مَعَـــدٍّ ** فَأَمسى جَهدُ نُصرَتِـهِ اِغــتِيابـا
وَلاقى القَــينُ وَالنَخَبـاتُ غَمّـاً ** تَـرى لوكوفِ عَـبرَتِهِ اِنصِبابـا
فَـما هِبتُ الفَرَزدَقَ قَـد عَلِمتُـم ** وَما حَقُّ اِبنِ بَـروَعَ أَن يُهــابـا
أَعَــــــدَّ اللَـهُ لِلشُــعَـراءِ مِـنّي ** صَواعِقَ يَخضَعونَ لَها الرِقابا
قَرَنتُ العَبدَ عَبـدَ بَنـي نُـــمَيـرٍ ** مَعَ القَيـــنَيـنِ إِذ غُلِبـا وَخــابـا
أَتاني عَـن عَرادَةَ قَـولُ ســوءٍ ** فَــــلا وَأَبي عَـرادَةَ مـا أَصابـا
لَبِـــئسَ الكَسـبُ تَـكسِبُـهُ نُمَـيـرٌ**إِذا اِستَأنوكَ وَاِنتَظَروا الإِيـــابـا
أَتَــلتَـــمِسُ السِبـابَ بَنـو نُمَيـرٍ ** فَقَـد وَأَبـــــــيهِـمُ لاقـوا سِبـابـا
أَنـــا البازي المُدِلُّ عَلـى نُمَيـرٍ** أُتِحتُ مِنَ السَماءِ لَها اِنصِبابـا
إِذا عَلِقَـت مَخالِــــــبُـهُ بِـقَـرنٍ ** أَصابَ القَلبَ أَو هَتَكَ الحِجابـا
تَرى الطَيرَ العِتاقَ تَظَـلُّ مِنـهُ ** جَوانِـحَ لِلكَلاكِـلِ أَن تُــــصابـا
فَــلا صَلّى الإِلَـهُ عَلـى نُمَيــرٍ ** وَلا سُقِيَـت قُـــبورُهُـمُ السَحابـا
وَخَضراءِ المَغابِنِ مِـن نُمَيـرٍ ** يَشينُ سَوادُ مَحجِرِهـا النِــقـابـا
إِذا قامَـــت لِغَيـرِ صَـلاةِ وِتـرٍ ** بُعَيدَ النَـومِ أَنـــــبَحَـتِ الكِلابـا
وَقَـــــد جَلَّت نِسـاءُ بَنـي نُمَيـرٍ** وَما عَرَفَت أَنامِلُهـا الخِضـابَ
إِذا حَـــــلَّـت نِسـاءُ بَنـي نُمَيـرٍ** عَلى تِبـراكَ خَبَّـــثَـتِ التُــرابـا
وَلَو وُزِنَت حُـــلومُ بَنـي نُمَيـرٍ** عَلى الميــزانِ ما وَزَنَت ذُبابـا
فَصَبراً يا تُـــيـوسَ بَنـي نُمَيـرٍ** فَــــإِنَّ الحَـربَ موقِـدَةٌ شِهــابـا
لَعَمروُ أَبي نِــــساءِ بَنـي نُمَيـرٍ** لَسـاءَ لَهـا بِمَقصَبَتـي سِــــبابـا
سَتَهدِمُ حائِطَـي قَرمـاءَ مِــنّـي ** قَـوافٍ لا أُريـدُ بِهـا عِــــــتابـا
دَخَلنَ قُصورَ يَثـرِبَ مُعلِمـاتٍ ** وَلَم يَترُكنَ مِن صَنعـاءَ بـــابـا
تَطولُكُـمُ حِبـالُ بَنـي تَــــميـمٍ ** وَيَحمي زَأرُهـا أَجَـــمـاً وَغــابـا
أَلَم نُـعتِـق نِـــسـاءَ بَنـي نُمَيـرٍ** فَـــلا شُكـراً جَزَيـنَ وَلا ثَــوابـا
أَلَم تَـرَني صُبِبتُ عَلـى عُبَيـدٍ ** وَقَـد فـارَت أَبــاجِـــلُـهُ وَشــابـا
أُعِـدَّ لَـهُ مَــــــواسِـمَ حامِيـاتٍ ** فَـــيَشفي حَـرُّ شُعلَتِهـا الجِـرابـا
فَغُضَّ الـطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيـرٍ** فَـلا كَعـــبـاً بَلَغـتَ وَلا كِــــلابـا
أَتَعـدِلُ دِمنَـةً خَبُثَـت وَقَـــلَّـت ** إِلى فَرعَينِ قَـد كَـــثُـرا وَطابــا
وَحُـقَّ لِمَـن تَكَـــــنَّـفَـهُ نُـمَـيـرٌ** وَضَـبَّـةُ لا أَبـــالَـكَ أَن يُـــعـابـا
فَلَولا الغُرُّ مِن سَلَفـي كِـلابٍ ** وَكَعبٍ لَاِغــتَصَبــتُكُـمُ اِغتِصابـا
فَإِنَّكُـمُ قَـــــطيـنُ بَنـي سُلَـيـمٍ ** تُــــرى بُرقُ العَبـاءِ لَكُـم ثِـــيابـا
إِذاً لَنَــــفَيـتُ عَبـدَ بَنـي نُمَيـرٍ** وَعَــــلَـيَّ أَن أَزيــدَهُـمُ اِرتِـيـابـا
فَـــيا عَجَبـي أَتوعِدُنـي نُمَيـرٌ** بِراعي الإِبلِ يَحتَرِشُ الضِبـــابـا
لَعَلَّكَ يا عُبَيدُ حَسِبـتَ حَربـي** تَقَــــــلُّـدَكَ الأَصِـرَّةَ وَالعِـــــلابـا
إِذا نَهَضَ الكِرامُ إِلى المَعالي** نَهَـــضتَ بِعُلبَـةٍ وَأَثَـرتَ نـــابـــا
يَحِنُّ لَـهُ العِفـاسُ إِذا أَفـاقَـت ** وَتَعرِفُـهُ الفِــــصـالُ إِذا أَهـــــابـا
فَـــأَولِـع بِالعِفـاسِ بنـي نُمَيـرٍ** كَما أولَعـتَ بِالـــدَبَـرِ الغُـــــرابـا
وَبِئسَ القَرضُ قَرضُكَ عِندَ قَيسٍ** تُهَـيِّجُهُـم وَتَمتَـدِحُ الـــوِطـابـا
وَتَدعو خَمشَ أُمِّـكَ أَن تَرانـا ** نُجــــوماً لا تَـرومُ لَـــهـا طِلابـا
فَلَن تَسطيعَ حَنظَلَتى وَسُعـدى** وَلا عَمرى بَـــلَغـتَ وَلا الرِبابـا
قُرومٌ تَحمِـلُ الأَعبـاءَ عَـنـكُـم ** إِذا ما الأَمرُ فـي الحَـدَثانِ نـابـا
هُمُ مَلَكوا المُلوكَ بِذاتِ كَهـفٍ ** وَهُم مَنَعوا مِنَ اليَــمَـنِ الكُلابـا
يَرى المُتَعَــيِّدونَ عَلَـيَّ دونـي ** أُسودَ خَـفِـيَّـةِ الغُـلـبِ الـرِقـابـا
إِذا غَضِبَت عَـــلَيكَ بَنـو تَميـمٍ ** حَسِبتَ الناسَ كُـــلُّهُـمُ غِضابـا
أَلَــسنـا أَكثَـرَ الثَقَـــلَيـنِ رَجـلاً ** بِبَطنِ مِنـىً وَأَعـــظَمُـهُ قِــبابـا
وَأَجـدَرَ إِن تَجاسَـرَ ثُـمَّ نـادى ** بِدَعوى يالَ خِنـدِفَ أَن يُــجابـا
لَنا البَطحاءُ تُفعِمُهـا السَواقـي ** وَلَم يَكُ سَيـلُ أَودِيَتـي شِعـــابـا
فَــما أَنتُـم إِذا عَدَلَـت قُرومـي ** شَقاشِقَهـا وَهافَــــــتَـتِ اللُعـابـا
تَـــــنَـحَّ فَـإِنَّ بَــحـري خِندِفِـيٌّ ** تَرى في مَوجِ جِريَتِـهِ عُـــبابـا
بِـــــمَوجٍ كَالجِبـالِ فَـإِن تَرُمـهُ ** تُغَـــــرَّق ثُـمَّ يَـرمِ بِـكَ الجَنابـا
فَما تَلقـى مَحَـــــلِّـيَ فـي تَميـمٍ ** بِــذي زَلَلٍ وَلا نَــسَبـي اِئتِشابـا
عَلَـوتُ عَــــلَيـكَ ذِروَةَ خِندِفِـيٍّ ** تَرى مِن دونِها رُتَبـاً صِعـابـا
لَـهُ حَـوضُ النَبِـيِّ وَساقِــــــيـاهُ ** وَمَـن وَرِثَ النُبُـوَّةَ وَالكِـــتابـا
وَمِنّا مَــــن يُجيزُ حَجيـجَ جَمـعٍ ** وَإِن خاطَــبـتَ عَزَّكُـمُ خِطابـا
سَتَعــــلَمُ مَن أُعِـزُّ حِمـىً بِنَجـدٍ ** وَأَعـــــظَمُنـا بِغائِـرَةٍ هِضـابـا
أُعُـــــزُّكَ بِالحِجـازِ وَإِن تَسَهَّـل ** بِغَورِ الأَرضِ تُنتَهَـبُ اِنتِهابـا
أَتَيعَرُ يا اِبنَ بَروَعَ مِـن بَعــــيـدٍ ** فَقَد أَسمَعتَ فَاِستَمِـعِ الجَـوابـا
فَــــــــلا تَجـزَع فَـإِنَّ بَنـي نُمَيـرٍ** كَأَقـوامٍ نَـــــفَحـتَ لَهُـم ذِنـابـا
شَـــــياطينُ البِـلادِ يَخَفـنَ زَأري ** وَحَيَّةُ أَريَحـاءَ لـي اِستَــجابـا
تَرَكتُ مُجاشِــــعـاً وَبَنـي نُمَيـرٍ** كَدارِ السوءِ أَسرَعَتِ الخَــرابـا
أَلَم تَرَني وَسَمتُ بَـــــنـي نُمَيـرٍ** وَزِدتُ عَلى أُنوفِهِـمُ الـعِـــلابـا
إِلَيكَ إِلَيـكَ عَـــــــبـدَ بَنـي نُمَيـرٍ**وَلَمّـا تَقـــتَـدِح مِـــــنّـي شِهـابـا
صديقي القارئ بما أنّك وصلت إلى هنا ، يسعدنا أن تتابعنا على الإيميل، ليصلك جديدنا ومواضيعنا من مختلف الأقسام .
وأكتب لنا أكثر بيت أعجبك تحت في التعليقات.